معلقة امرئ القيس
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
معلقة امرئ القيس
معلقة امرئ القيس
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ | بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ |
| |
فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لَمْ يَعْفُ رَسْمُها | لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وشَمْألِ |
| |
تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ فِي عَرَصَاتِهَـا | وَقِيْعَـانِهَا كَأنَّهُ حَبُّ فُلْفُــلِ |
| |
كَأنِّي غَدَاةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُـوا | لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ |
| |
وُقُوْفاً بِهَا صَحْبِي عَلَّي مَطِيَّهُـمُ | يَقُوْلُوْنَ لاَ تَهْلِكْ أَسَىً وَتَجَمَّـلِ |
| |
وإِنَّ شِفـَائِي عَبْـرَةٌ مُهْرَاقَـةٌ | فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ |
| |
كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَهَـا | وَجَـارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَـلِ |
| |
إِذَا قَامَتَا تَضَوَّعَ المِسْكُ مِنْهُمَـا | نَسِيْمَ الصَّبَا جَاءَتْ بِرَيَّا القَرَنْفُلِ |
| |
فَفَاضَتْ دُمُوْعُ العَيْنِ مِنِّي صَبَابَةً | عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِي مِحْمَلِي |
| |
ألاَ رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِـحٍ | وَلاَ سِيَّمَا يَوْمٍ بِدَارَةِ جُلْجُـلِ |
| |
ويَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذَارَي مَطِيَّتِـي | فَيَا عَجَباً مِنْ كُوْرِهَا المُتَحَمَّـلِ |
| |
فَظَلَّ العَذَارَى يَرْتَمِيْنَ بِلَحْمِهَـا | وشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّـلِ |
| |
ويَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْـزَةٍ | فَقَالَتْ لَكَ الوَيْلاَتُ إنَّكَ مُرْجِلِي |
| |
تَقُولُ وقَدْ مَالَ الغَبِيْطُ بِنَا مَعـاً | عَقَرْتَ بَعِيْرِي يَا امْرأَ القَيْسِ فَانْزِلِ |
| |
فَقُلْتُ لَهَا سِيْرِي وأَرْخِي زِمَامَـهُ | ولاَ تُبْعـِدِيْنِي مِنْ جَنَاكِ المُعَلَّـلِ |
| |
فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِـعٍ | فَأَلْهَيْتُهَـا عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْـوِلِ |
| |
إِذَا مَا بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْصَرَفَتْ لَهُ | بِشَـقٍّ وتَحْتِي شِقُّهَا لَمْ يُحَـوَّلِ |
| |
ويَوْماً عَلَى ظَهْرِ الكَثِيْبِ تَعَـذَّرَتْ | عَلَـيَّ وَآلَـتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّـلِ |
| |
أفاطِـمَ مَهْلاً بَعْضَ هَذَا التَّدَلُّـلِ | وإِنْ كُنْتِ قَدْ أزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي |
| |
أغَـرَّكِ مِنِّـي أنَّ حُبَّـكِ قَاتِلِـي | وأنَّـكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَـلِ |
| |
وإِنْ تَكُ قَدْ سَـاءَتْكِ مِنِّي خَلِيقَـةٌ | فَسُلِّـي ثِيَـابِي مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُـلِ |
| |
وَمَا ذَرَفَـتْ عَيْنَاكِ إلاَّ لِتَضْرِبِـي | بِسَهْمَيْكِ فِي أعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّـلِ |
| |
وبَيْضَـةِ خِدْرٍ لاَ يُرَامُ خِبَاؤُهَـا | تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍ بِهَا غَيْرَ مُعْجَـلِ |
| |
تَجَاوَزْتُ أحْرَاساً إِلَيْهَا وَمَعْشَـراً | عَلَّي حِرَاصاً لَوْ يُسِرُّوْنَ مَقْتَلِـي |
| |
إِذَا مَا الثُّرَيَّا فِي السَّمَاءِ تَعَرَّضَتْ | تَعَـرُّضَ أَثْنَاءَ الوِشَاحِ المُفَصَّـلِ |
| |
فَجِئْتُ وَقَدْ نَضَّتْ لِنَوْمٍ ثِيَابَهَـا | لَـدَى السِّتْرِ إلاَّ لِبْسَةَ المُتَفَضِّـلِ |
| |
فَقَالـَتْ : يَمِيْنَ اللهِ مَا لَكَ حِيْلَةٌ | وَمَا إِنْ أَرَى عَنْكَ الغَوَايَةَ تَنْجَلِـي |
| |
خَرَجْتُ بِهَا أَمْشِي تَجُرُّ وَرَاءَنَـا | عَلَـى أَثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّـلِ |
| |
فَلَمَّا أجَزْنَا سَاحَةَ الحَيِّ وانْتَحَـى | بِنَا بَطْنُ خَبْتٍ ذِي حِقَافٍ عَقَنْقَلِ |
| |
هَصَرْتُ بِفَوْدَي رَأْسِهَا فَتَمَايَلَـتْ | عَليَّ هَضِيْمَ الكَشْحِ رَيَّا المُخَلْخَـلِ |
| |
مُهَفْهَفَـةٌ بَيْضَـاءُ غَيْرُ مُفَاضَــةٍ | تَرَائِبُهَـا مَصْقُولَةٌ كَالسَّجَنْجَــلِ |
| |
كَبِكْرِ المُقَـانَاةِ البَيَاضَ بِصُفْــرَةٍ | غَـذَاهَا نَمِيْرُ المَاءِ غَيْرُ المُحَلَّــلِ |
| |
تَـصُدُّ وتُبْدِي عَنْ أسِيْلٍ وَتَتَّقــِي | بِـنَاظِرَةٍ مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ مُطْفِـلِ |
| |
وجِـيْدٍ كَجِيْدِ الرِّئْمِ لَيْسَ بِفَاحِـشٍ | إِذَا هِـيَ نَصَّتْـهُ وَلاَ بِمُعَطَّــلِ |
| |
وفَـرْعٍ يَزِيْنُ المَتْنَ أسْوَدَ فَاحِــمٍ | أثِيْـثٍ كَقِـنْوِ النَّخْلَةِ المُتَعَثْكِــلِ |
| |
غَـدَائِرُهُ مُسْتَشْزِرَاتٌ إلَى العُــلاَ | تَضِلُّ العِقَاصُ فِي مُثَنَّى وَمُرْسَــلِ |
| |
وكَشْحٍ لَطِيفٍ كَالجَدِيْلِ مُخَصَّــرٍ | وسَـاقٍ كَأُنْبُوبِ السَّقِيِّ المُذَلَّــلِ |
| |
وتُضْحِي فَتِيْتُ المِسْكِ فَوْقَ فِراشِهَـا | نَئُوْمُ الضَّحَى لَمْ تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّـلِ |
| |
وتَعْطُـو بِرَخْصٍ غَيْرَ شَثْنٍ كَأَنَّــهُ | أَسَارِيْعُ ظَبْيٍ أَوْ مَسَاويْكُ إِسْحِـلِ |
| |
تُضِـيءُ الظَّلامَ بِالعِشَاءِ كَأَنَّهَــا | مَنَـارَةُ مُمْسَى رَاهِـبٍ مُتَبَتِّــلِ |
| |
إِلَى مِثْلِهَـا يَرْنُو الحَلِيْمُ صَبَابَــةً | إِذَا مَا اسْبَكَرَّتْ بَيْنَ دِرْعٍ ومِجْـوَلِ |
| |
تَسَلَّتْ عَمَايَاتُ الرِّجَالِ عَنْ الصِّبَـا | ولَيْـسَ فُؤَادِي عَنْ هَوَاكِ بِمُنْسَـلِ |
| |
ألاَّ رُبَّ خَصْمٍ فِيْكِ أَلْوَى رَدَدْتُـهُ | نَصِيْـحٍ عَلَى تَعْذَالِهِ غَيْرِ مُؤْتَــلِ |
| |
ولَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُوْلَــهُ | عَلَيَّ بِأَنْـوَاعِ الهُـمُوْمِ لِيَبْتَلِــي |
| |
فَقُلْـتُ لَهُ لَمَّا تَمَطَّـى بِصُلْبِــهِ | وأَرْدَفَ أَعْجَـازاً وَنَاءَ بِكَلْكَــلِ |
| |
ألاَ أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيْلُ ألاَ انْجَلِــي | بِصُبْحٍ وَمَا الإصْبَاحُ منِكَ بِأَمْثَــلِ |
| |
فَيَــا لَكَ مَنْ لَيْلٍ كَأنَّ نُجُومَـهُ | بِـأَمْرَاسِ كَتَّانٍ إِلَى صُمِّ جَنْــدَلِ |
| |
وقِـرْبَةِ أَقْـوَامٍ جَعَلْتُ عِصَامَهَــا | عَلَى كَاهِـلٍ مِنِّي ذَلُوْلٍ مُرَحَّــلِ |
| |
وَوَادٍ كَجَـوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُــهُ | بِـهِ الذِّئْبُ يَعْوِي كَالخَلِيْعِ المُعَيَّــلِ |
| |
فَقُلْـتُ لَهُ لَمَّا عَوَى : إِنَّ شَأْنَنَــا | قَلِيْلُ الغِنَى إِنْ كُنْتَ لَمَّا تَمَــوَّلِ |
| |
كِــلاَنَا إِذَا مَا نَالَ شَيْئَـاً أَفَاتَـهُ | ومَنْ يَحْتَرِثْ حَرْثِي وحَرْثَكَ يَهْـزَلِ |
| |
وَقَـدْ أغْتَدِي والطَّيْرُ فِي وُكُنَاتِهَـا | بِمُنْجَـرِدٍ قَيْـدِ الأَوَابِدِ هَيْكَــلِ |
| |
مِكَـرٍّ مِفَـرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِـرٍ مَعــاً | كَجُلْمُوْدِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ |
| |
كَمَيْتٍ يَزِلُّ اللَّبْـدُ عَنْ حَالِ مَتْنِـهِ | كَمَا زَلَّـتِ الصَّفْـوَاءُ بِالمُتَنَـزَّلِ |
| |
عَلَى الذَّبْلِ جَيَّاشٍ كأنَّ اهْتِـزَامَهُ | إِذَا جَاشَ فِيْهِ حَمْيُهُ غَلْيُ مِرْجَـلِ |
| |
مَسْحٍ إِذَا مَا السَّابِحَاتُ عَلَى الوَنَى | أَثَرْنَ الغُبَـارَ بِالكَـدِيْدِ المُرَكَّـلِ |
| |
يُزِلُّ الغُـلاَمُ الخِفَّ عَنْ صَهَـوَاتِهِ | وَيُلْوِي بِأَثْوَابِ العَنِيْـفِ المُثَقَّـلِ |
| |
دَرِيْرٍ كَخُـذْرُوفِ الوَلِيْـدِ أمَرَّهُ | تَتَابُعُ كَفَّيْـهِ بِخَيْـطٍ مُوَصَّـلِ |
| |
لَهُ أيْطَـلا ظَبْـيٍ وَسَاقَا نَعَـامَةٍ | وإِرْخَاءُ سَرْحَانٍ وَتَقْرِيْبُ تَتْفُـلِ |
| |
ضَلِيْعٍ إِذَا اسْتَـدْبَرْتَهُ سَدَّ فَرْجَـهُ | بِضَافٍ فُوَيْقَ الأَرْضِ لَيْسَ بِأَعْزَلِ |
| |
كَأَنَّ عَلَى المَتْنَيْنِ مِنْهُ إِذَا انْتَحَـى | مَدَاكَ عَرُوسٍ أَوْ صَلايَةَ حَنْظَـلِ |
| |
كَأَنَّ دِمَاءَ الهَـادِيَاتِ بِنَحْـرِهِ | عُصَارَةُ حِنَّاءٍ بِشَيْـبٍ مُرَجَّـلِ |
| |
فَعَـنَّ لَنَا سِـرْبٌ كَأَنَّ نِعَاجَـهُ | عَـذَارَى دَوَارٍ فِي مُلاءٍ مُذَبَّـلِ |
| |
فَأَدْبَرْنَ كَالجِزْعِ المُفَصَّـلِ بَيْنَـهُ | بِجِيْدٍ مُعَمٍّ فِي العَشِيْرَةِ مُخْـوَلِ |
| |
فَأَلْحَقَنَـا بِالهَـادِيَاتِ ودُوْنَـهُ | جَوَاحِـرُهَا فِي صَرَّةٍ لَمْ تُزَيَّـلِ |
| |
فَعَـادَى عِدَاءً بَيْنَ ثَوْرٍ ونَعْجَـةٍ | دِرَاكاً وَلَمْ يَنْضَحْ بِمَاءٍ فَيُغْسَـلِ |
| |
فَظَلَّ طُهَاةُ اللَّحْمِ مِن بَيْنِ مُنْضِجٍ | صَفِيـفَ شِوَاءٍ أَوْ قَدِيْرٍ مُعَجَّـلِ |
| |
ورُحْنَا يَكَادُ الطَّرْفُ يَقْصُرُ دُوْنَـهُ | مَتَى تَـرَقَّ العَيْـنُ فِيْهِ تَسَفَّـلِ |
| |
فَبَـاتَ عَلَيْـهِ سَرْجُهُ ولِجَامُـهُ | وَبَاتَ بِعَيْنِـي قَائِماً غَيْرَ مُرْسَـلِ |
| |
أصَاحِ تَرَى بَرْقاً أُرِيْكَ وَمِيْضَـهُ | كَلَمْـعِ اليَدَيْنِ فِي حَبِيٍّ مُكَلَّـلِ |
| |
يُضِيءُ سَنَاهُ أَوْ مَصَابِيْحُ رَاهِـبٍ | أَمَالَ السَّلِيْـطَ بِالذُّبَالِ المُفَتَّـلِ |
| |
قَعَدْتُ لَهُ وصُحْبَتِي بَيْنَ ضَـارِجٍ | وبَيْنَ العـُذَيْبِ بُعْدَمَا مُتَأَمَّـلِ |
| |
عَلَى قَطَنٍ بِالشَّيْمِ أَيْمَنُ صَوْبِـهِ | وَأَيْسَـرُهُ عَلَى السِّتَارِ فَيَذْبُـلِ |
| |
فَأَضْحَى يَسُحُّ المَاءَ حَوْلَ كُتَيْفَةٍ | يَكُبُّ عَلَى الأذْقَانِ دَوْحَ الكَنَهْبَلِ |
| |
ومَـرَّ عَلَى القَنَـانِ مِنْ نَفَيَانِـهِ | فَأَنْزَلَ مِنْهُ العُصْمَ مِنْ كُلِّ مَنْـزِلِ |
| |
وتَيْمَاءَ لَمْ يَتْرُكْ بِهَا جِذْعَ نَخْلَـةٍ | وَلاَ أُطُمـاً إِلاَّ مَشِيْداً بِجِنْـدَلِ |
| |
كَأَنَّ ثَبِيْـراً فِي عَرَانِيْـنِ وَبْلِـهِ | كَبِيْـرُ أُنَاسٍ فِي بِجَـادٍ مُزَمَّـلِ |
| |
كَأَنَّ ذُرَى رَأْسِ المُجَيْمِرِ غُـدْوَةً | مِنَ السَّيْلِ وَالأَغثَاءِ فَلْكَةُ مِغْـزَلِ |
| |
وأَلْقَى بِصَحْـرَاءِ الغَبيْطِ بَعَاعَـهُ | نُزُوْلَ اليَمَانِي ذِي العِيَابِ المُحَمَّلِ |
| |
كَأَنَّ مَكَـاكِيَّ الجِـوَاءِ غُدَّبَـةً | صُبِحْنَ سُلافاً مِنْ رَحيقٍ مُفَلْفَـلِ |
| |
كَأَنَّ السِّبَـاعَ فِيْهِ غَرْقَى عَشِيَّـةً | بِأَرْجَائِهِ القُصْوَى أَنَابِيْشُ عُنْصُـلِ |
bilal- عضو ممتاز
- عدد المساهمات : 534
نقاط : 5982
تاريخ التسجيل : 24/02/2010
العمر : 31
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى